القدس

القدس هي قلب فلسطين النابض وروحها الخالدة، مدينة مقدسة لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث، وتحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين كونها تضم المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. تاريخ القدس يمتد لأكثر من خمسة آلاف عام، حيث أسسها اليبوسيون الكنعانيون وأطلقوا عليها اسم "يبوس" أو "أورسالم" التي تعني مدينة السلام. عبر العصور، شهدت القدس تعاقب حضارات عديدة، لكنها حافظت على طابعها العربي الإسلامي منذ الفتح الإسلامي عام 636 ميلادية. المدينة القديمة، المحاطة بأسوار تاريخية يعود تاريخها للعصر العثماني، تضم أحياء عريقة وأسواقاً تقليدية وآثاراً تاريخية لا تُقدر بثمن. قبة الصخرة المشرفة، بقبتها الذهبية الشهيرة وزخارفها الإسلامية الرائعة، تعتبر من أروع التحف المعمارية في العالم الإسلامي وتمثل رمزاً للقدس وفلسطين.

الحياة في القدس تنبض بالتراث والأصالة، حيث تمتزج الأصوات والروائح والألوان في الأسواق القديمة لتخلق تجربة فريدة لا تُنسى. سوق القطانين وسوق العطارين وسوق اللحامين تعج بالحركة والنشاط، وتعرض منتجات تقليدية من الحرف اليدوية والتوابل والحلويات الشرقية. المطبخ المقدسي يشتهر بأطباقه الشهية مثل المقلوبة والمسخن والكنافة النابلسية التي تُصنع بمهارة في محلات الحلويات التاريخية. الأعياد والمناسبات الدينية في القدس تكتسي طابعاً خاصاً، حيث تمتلئ ساحات المسجد الأقصى بالمصلين في شهر رمضان المبارك والأعياد الإسلامية. الحياة الثقافية في القدس غنية ومتنوعة، مع مؤسسات ثقافية ومراكز فنية تعمل على الحفاظ على التراث المقدسي ونشر الثقافة الفلسطينية. رغم التحديات التي تواجهها، تبقى القدس صامدة ومتمسكة بهويتها العربية الإسلامية، ويواصل أهلها الدفاع عن مدينتهم المقدسة بكل الوسائل المتاحة.